قصة في صورة انس طبعًا لو قولت لأي حد إن دي صورة صورتها ل ” مروة ” مراتي عشان أتأكد إن أنا مش بيتهيألي أو اتجننت محدش هيصدق، ده حالها بقالها فترة، نظرات مر..عبة، مراقبة ليا بطريقة غير طبيعية، حتى.. بقيت أحس إن ملامحها متغيرة، مش عارف ده مجرد احساس، ولا نظرات وشها المر..يبة ٢٤ ساعة اللي خلت ملامحها غريبة بالشكل ده، أو.. أو يمكن عشان مبتنامش ولا بتاكل، بتراقبني بس ودايما تسألني السؤال المعتاد..
– محمد.. هو أنت بتخوني؟!
بتقولها وهى بتبص حواليها زي المخت..لين عقليًا! بقعد أقولها إن ده محصلش ولا عمره هيحصل، وبسألها مين اللي حط في دماغك الفكرة دي، ألاقيها بتسد ودانها وبترعش بطريقة غريبة وهى بتقول..
– أصوات.. أصوات بسمعها بتقولي كده.
أصوات! أصوات ايه وازاي أصلًا! عرضت عليها نروح لدكتور ولا أي حاجة بس قالتلي إنها كويسة، بس.. هو فيه واحدة كويسة لما جوزها يفتح عينه بليل يلاقيها واقفة قدامه بالظبط، في عز الضلمة، عينها في عنيه، مبرقة! اتفز..عت في مكاني لما شوفت المنظر ورجعت لورا من الخضة، الغريب إنها ما أبدتش أي رد فعل، فضلت مبرقة حبة وبعدين خرجت بكل هدوء وهى.. كإنها بتكلم حد!
الموضوع كل يوم بيسوء عن اللي قبله، أنا بقيت أخاف من مراتي!
– محمد أنت كويس؟!
ده كان سؤال ” رنا ” زميلتي في الشغل، رنا بنت جميلة، أصغر مني بسنتين، من ساعة ما جت واحنا كلامنا على القد، على الأقل من ناحيتي، وأنا كنت قاصد ده، لإني راجل متجوز ومستحيل أفكر إني أخون ثقة مراتي حتى بالكلام العادي، بس.. مش عارف ايه السبب بالظبط اللي خلاني أعمل كده؛ لقتيني بروح مع رنا الكافتيريا بتاعة الشركة وفضلت أحكيلها، يمكن عشان كنت محتاج حد يسمعني؟! مش عارف، بس حكيتلها كل حاجة ولقيتها بتقولي..
– طب ما يمكن مضغوطة أو عندها اكتئاب لسبب ما، وديها لدكتور ولا حاجة.
– قولتلها بس رفضت، أنا مش عارف أعمل ايه يا رنا!
فضلت تهون عليا الصراحة، وقدرت تخرجني ولو بجزء بسيط عن الحالة اللي كنت فيها، بس للأسف؛ في نهاية اليوم كان لازم أروح البيت مرة تانية.
دورت عليها ملقيتهاش، في المطبخ؟! في الصالة؟! الحمام كان فاضي، فتحت باب الأوضة، الدنيا كانت ضلمة، مش على السرير برضو هى مش بتنام في وقت زي د.. شوفت حاجة قدام المراية، كانت هى.. قاعدة قدام المراية، بتبرق فيها، ماسكة مشط، وعمالة تحاول تسرح شعرها، أو تشد فيه بمعني أصح لإن التجاعيد ملته، المشهد خلى قلبي ينبض بسرعة فكنت لسه هخرج بس سمعت صوتها..
– تعرف.. أنا لو اكتشفت إنك بتخوني هعمل ايه؟!
كانت بتقولها وهى مش باصة ناحيتي، بلعت ريقي قبل ما تكمل..
– هسل..خ جلدك من.. لأ، أنا هشر..ح جلدك طبقة طبقة، وبعدين هغرس ضوافر..ي في لح..مك، حاسه بطعم الد..م في بوقي، وبالنسبة للعضم ف..
بصتلي فجأة وبعدين ابتسمت، لأ ضحكت، عشان أكتشف إن أنفاسي كانت مكتومة وأنا بتخيل الكلام الي بتقوله قبل ما تقول وهى مكملة ضحك..
– أنا.. بهزر معاك، أنت صدقت ولا ايه؟!
وبعدين بصت للمراية وكملت تسريح شعرها، ساعتها لقيتني بقول بعد ما فاض بيا الكيل..
– أنتي محتاجة تشوفي دكتور نفس..ي، أنتي مستحيل تكوني طبيعية!
ظهر الضيق على وشها قبل ما أخرج من الأوضة وقررت إني هنام في الصالة، أنا مستحيل أنام معاها في أوضة واحدة، أنا المفروض منامش معاها في شقة واحدة بعد الي بيحصل ده أساسًا، بس قولت يمكن يتعدل حالها!
كالعادة روحت الشغل وحكيت لرنا كل الي حصل، رنا الي جلساتي زادت معاها الفترة الي فاتت، لدرجة إنها بقت كل يوم تقريبًا، محدش بيسمعني ولا يفهمني زيها، ولا يهتم بيا زي ما بتعمل، دي بقت تعملي فطار وعصير كل يوم مخصوص، ولا كإني ابنها! أنا كمان حاسس إني بدأت أتشدلها! هو أنا محتاج ايه في الفترة دي غير إن حد يسمعني ويفهمني؟! بقيت أكلمها دايما تقريبًا، في الشغل، في الشارع، في ال.. بيت، بس ساعتها على الواتس مش أكتر، أصل مفيش غيرها مهون عليا الأحداث الغريبة الي بعيشها.
كنت نايم في الصالة كعادة الفترة الي فاتت، لسببين: الأول أنتوا عارفينه والتاني إن من ساعة موضوع المراية وهى زعلانة ومبتردش عليا، بس صحيت على صوت همس، بعد نص الليل تقريبًا، فتحت عيني، لمحت مروة واقفة على شمالي، قدام المراية الي جنب باب الشقة، عمالة تنقل نظراتها بين المراية وبيني، وسمعت همس كتير مش فاهم منه حاجة، ما عدا كلمة واحدة..
– رنا!
ساعتها قلبي اتقبض، وبرودة شديدة سيطرت على جسمي كله، بعدها بثواني بالظبط لقيتها اختفت، وبعدين سمعت صوت في المطبخ، صوت حد بيقلب في الدرج الي فيه الشوك والسكا..كين! وبعدين لقيتها خارجة، لامحها بطرف عيني، قلبي بينبض بسرعة، بس مكنتش جاية ناحيتي! ثانية واحدة دي راحت ناحية كبس النور، طفته! الشقة بقت غرقانة في الضلمة، مش شايف حاجة، بس سامع صوت خطواتها!
ساعتها اتعدلت في مكاني بسرعة، لحد ما سمعت صوت همس جنبي ” خاين! “، ساعتها عرفت هى فين، سمعت صوت صر..خة رسمت في ذهني مشهد لواحدة بترفع السكي..نة في الهوا وبتوجهها ناحيتي، بعدت بسرعة عشان أحس بخبطة أداة حا..دة اخترقت جلدي ولمست عضم كتفي الشمال، لكن مستقرتش فيه، صر..خت من الألم، عيني أخدت على الضلمة ولمحت جسمها الي واقف قدامي فزقيتها، الزقة كانت كفيلة ترجعها لورا بضع خطوات، فاستغليت الموقف وقومت بسرعة وجريت ناحية الكبس، شغلت النور.
لقيتها ورايا بالظبط، كانت رافعة السكين..ة، وبتحاول تضر..بني بيها مرة تانية، بعدت بسرعة المرادي وأنا حاسس بالد..م الدافي الي سايل على إيدي من كتفي، ساعتها مسكت إيديها، فضلت أضر..ب فيها لحد ما الس..كينة وقعت على الأرض، بس ساعتها وقفت عن الحركة تمامًا، كإن.. كإن جسمها اتشل! فردت إيديها بطريقة غريبة، وبعدين رجليها، ثابتة قدامي في الوضع ده كإن حد مثبتها، وبعدين بدأت تحرك رقبتها بطريقة غريبة، ويطلع منها أصوات أغرب، بلغة مختلفة، كإنها بتكلم ناس حواليها، فوق، الكهربا بدأت ترعش بطريقة مر..عبة!
وفضلت تردد وهى بتقول ” خائن.. خائن “، ده مش صوت واحد، دول أصوات، كتير! وفجأة صر..خت صر..خة شديدة، لدرجة إني سديت ودني، من شدة الصوت مرة ومن الخو..ف مرات! وبعدها وقعت على الأرض، فضلت تتنفض..
– مروة.. مروة!
الإسعاف جت أخدتها، وبعدين حولتها على مستشفى الأمراض العقلية والنفسية، مروة من أغرب الحالات الي دخلت المستشفى على كلام الدكاترة، على طول ساكتة، مبتنامش، وشها بقى أقرب للمو..تى أكتر من الأحياء، بيسمعوا صوتها بليل دايما بتكلم حد وصوتها بيبقى شبه فحيح الأفعى، عندها قوة غريبة! لما.. كنت بروح أزورها كانت بتبصلي بصة صامتة، بصة حا..دة بتخلي قلبي يدق بسرعة رهيبة.
نسبة شفاء مروة ضعيفة جدًا على كلام الدكاترة، وكان لازم حياتي تستمر، ومكنش فيه أنسب منها أكمل حياتي معاها؛ رنا، محتجناش فترة خطوبة لإننا عارفين بعض كويس، اتجوزنا على طول، بس بعد ما روحنا يوم الفرح، دخلت الأوضة على رنا عشان ألاقيها بتنزل مرتبة السرير بسرعة..
– رفعتي المرتبة ليه؟! في حاجة ولا ايه!
لقيت وشها اتوتر ومش عارفة تجاوب، ساعتها رفعت المرتبة، لقيت حاجة محطوطة، زي حجاب أو الأعمال الي بنشوفها في التلفزيون..
– ايه ده!
قولتها بلهجة عني..فة عشان ألاقيها بدأت تعيط وهى بتقول..
– أنا هقولك على كل حاجة، صدقني، هو.. الشيخ الي روحتله قالي احط ده تحت مرتبتك ومش هحتاج ساعتها موضوع العصير تاني.
– شيخ ايه وعصير ايه!
– أصل دي الطريقة الوحيدة الي كانت ممكن تخليك تفتحلي قلبك، وتحبني.
– ق.. قصدك ايه؟!
– أنا لما حاولت أتقربلك كذا مرة كنت أنت رافض، وأنا.. أنا بحبك جدا يا محمد وانت كنت عارف ده! ساعتها روحت لراجل اسمه الشيخ ” عرفات “، حد نصحني بيه، وقال إنه يقدر يخليك تنجذب ليا وتحبني وكده.
الد..م غلي في عروقي وانا بقولها..
– ده اسمه دجا.ل مش شيخ، و.. ثانية واحدة، أوعى يكون الي في بالي صح! الي حصل لمروة ده مكنش صدفة أكيد!
ساعتها انهارت وهى بتقول..
– أنا آسفة، والله ما كنت أعرف إن كله ده هيحصلها، أنا قولتله عايزاها تبعد عنه بس، يكرهها، ميقدرش يبص في وشها ولا يقعد معاها في مكان واحد، مقصدش كل ده يحصل، أنا.. عملت كل ده عشان بحبك يا محمد!
كل الي حصل لمروة عدى قدام عيني، فحسيت بغض..ب مش قادر أوصفه، لقيتني بمسك في ر..قبة رنا وانا بقولها..
– أنتي مستحيل تكون بني آدمة، أنتي شيطا..نة! ايه الحل عشان ترجع زي ما كانت انطقي!
– م.. معرفش، معرفش!
كنت شايف الكدب في عنيها، بس كان لازم أسيب الشقة وانزل ساعتها، عشان لو قعدت اكتر من كده هتحصل جر..يمة، كنت ماشي في الشارع وانا مش عارف انا رايح فين، لحد ما جاتلي مكالمة من رقم غريب..
– أستاذ محمد عبد الحي معايا؟!
– أيوه!
– أنا دكتور علاء من مستشفى الأمانة الي زوجة حضرتك فيها..
– اهلا بحضرتك، في حاجة ولا ايه!
– هو.. زي ما حضرتك عارف، زوجة حضرتك كنا متفقين إن ربنا أنعم عليها بقوة غير متناسقة مع بنيتها ومع كونها أنثى يعني، المشكلة إنها من شوية ولسبب مش معروف جالها حالة هياج غريبة مقدرناش نسيطر عليها، وقدرت تهرب من المستشفى..
– ايه!
– هو لا داعي للقلق احنا كلمنا الشرطة وهم هيتولوا الأمر، بس أنا قولت أحذر حضرتك لإن قبل ما تجيلها الحالة دي فضلت تردد في كلمة ” خاين ” كذا مرة، وتكلم كعادتها حد مش موجود وتقول كلمات غريبة زي ” فرح “، ” النهاردة” وكلمات من النوع ده، فحبيت أعرفك عشان تاخد احتياطاتك مش أكتر..
رنا! مفكرتش كتير وجريت على الشقة، قلبي اتقبض أول ما لقيت الباب مفتوح، أعصاب رجلي سابت بعدها، دخلت بخطوات بطيئة وأنا رجلي بتترعش، بقيت قدام الأوضة عشان.. أشوف أبش..ع مشهد ممكن أشوفه في حياتي، رنا راقدة على السرير، غرقانة في د..مها، وفوق السرير في واحدة قاعدة، قدام الج..ثة، الي أحشاء..ها كانت بره جسمها، كانت مدياني ضهرها، لابسة روب المستشفى الأبيض..
– مروة!
معرفش طلعت مني ازاي بس لقيتها بتلف براحة، في إيديها كتلة د..امية معرفش عبارة عن ايه، وبوقها غرقان د..م، وقعت من إيديها لما شافتني، مسحت إيديها في هدومها وهى بتبتسم..
– محمد! وحشتني..
وقفت وهى بتقرب مني..
– أنا.. أنا عرفت الحل عشان أرجع طبيعية، كان.. كان لازم أشرب من د.. مها، د..م الي طلب العمل، والي عمل فيا كده، هم.. هم الي قالولي كده، أنا.. أنا عارفة إنك ملكش ذنب، أنا ظلم..تك، هى كانت السبب في كل ده! أنت وحشتني قوي!
كانت بتقرب مني وأنا برجع لورا بخو..ف، عينيها دمعت وهى بتقول..
– محمد، أنت خا..يف مني؟! أنا! مروة، حبي..
سكتت لما عينها جت في مراية التسريحة، برقت لما شافت الد..م مغرقها، وبعدين بصت على الجث..ة، عقدت حاجبها كإنها فاقت من صد..مة!
– مستحيل.. مستحيل أكون عملت كده، أنا مش بني آدمة، أنا شيطا..نة!
فضلت تحاول تمسح الد..م الي مغرقها بس كان أكتر من إنه يتشال بالسهولة دي، فضلت تعيط فصعبت عليا، المرادي أنا الي قربت منها..
فضلت ترجع لورا وهى خا..يفة، مر..عوبة، وهى بتقول..
– لأ.. أبعد عني، أنا خايفة عليك، هم.. كدابين، ممكن مكنش بقيت كويسة ولا حاجة، الكدب من صفاتهم..
وفجأة بدأت تحرك رقبتها بشكل غريب، كإنها بتتحول لأكتر من شخص في نفس الوقت، سامع منها أصوات غريبة، كانت بتصر..خ كإنها بتتأ..لم، لحد ما رجعت لطبيعتها، فضلت تبص حواليها لحد ما عينها جت على حاجة، السكين..ة الي في طبق الفاكهة الي ع الترابيزة..
– سامحني يا محمد، بس ده الحل الوحيد..
لسه همنعها لقيتها مسكتها وحطتها في قل..بها بدون تفكير.
– لأاا!
حضنتها وأنا قلبي بيوجعني، عيطت، صر..خت..
– مرة.. مروة ردي عليا، سامحيني!
أنا السبب، أنا الغلطان، كان لازم أصبر عليها، أقف جنبها، أساعدها، بس أنا زيها، كنت مسلوب الإرادة، عمري ما توقعت إن الس..حر ممكن يعمل كل ده، عمري ما توقعت إنه يقدر يهدم بيوت بالشكل ده ويتحكم في الناس ويسلب منهم إرداتهم، عمري.. ما توقعت إن في شيا..طين حوالينا في كل مكان، شيا..طين مستخبية و متشكلة في صورة.. إنس!
محمد_عبد_القوي
في_صورة_إنس